ثقافة بصفر مليم دعم من وزارة الثقافة: مهرجان قرمبالية يتحدى العراقيل وسهرة الاختتام تبقى في البال
على ضوء الشموع، وعلى وقع أصوات البنادر والدفوف، ورائحة البخور التي انتشرت في المكان، واعلام ضخمة بألوان مختلفة، انسابت أصوات تردد كلمات في مدح الرسول الأكرم، أجواء روحانية وأغاني صوفية دغدغت مسامع جمهور قرمبالية في عرض "المدحة حضرة رجال تونس والقيروان" وذلك ضمن فعاليات السهرة الختامية للدورة 56 لمهرجان العنب بقرمبالية .
عرض اثثه أكثر من 40 عنصرا بين عازفين ومنشدين وموسيقيين وراقصين، ولم تكتف المدحة في آخر سهرات مهرجان قرمبالية بما هو تقليدي بل مزجت بينه وبين العصري حيث حضر الناي والدف والبندير الى جانب القيتار الالكتروني والكمان، وصنعت الفرجة من خلال لوحات راقصة تخللت الوصلات الغنائية، وعلى عكس "الحضرة" وغيرها من العروض الروحانية، طورت المدحة في التصور الموسيقي للطرق العيساوية والقادرية والسلامية والقناوية، كما لم تكتف بالتراث بل قدمت مجموعة من الاغاني الخاصة بها .
وكما هو معمول في كل عمل صوفي، اعتمدت المدحة في جانب من العرض على ماهو فرجوي، حيث استغلت الركح الضيق لتقديم لوحات كوريغرافية متناسقة .
وقد عرفت هذه السهرة تفاعل جمهور قرمبالية المتعطش للموسيقى والمدائح الصوفية، والذي حضر باعداد غفيرة .
"ونشير الى ان الدورة 56 من مهرجان العنب بقرمبالية بقيادة غازي الزغباني سعت الى تلبية كل الأذواق الفنية حيث حضرت الفكاهة مع لطفي العبدلي وآدم العتروس و الموسيقى الطربية مع الفرقة الوطنية بقيادة محمد الأسود وغناء محمد الجبالي وبمشاركة المنصف عبلة كما كان لمحبي الإيقاعات الشعبية موعدا مع سهرة أثثها كل من صالح الفرزيط ،عبد الرزاق قليو ومنير بالحاج والتي شهدت حضورا ملفتا على غرار سهرة كل من وليد التونسي وقادر جابوني.
مهرجان العنب بقرمبالية في دورته 56 منح الفرصة لشباب الأغنية التونسية وراهن على مواهب عديدة جذبت الجمهور منها سهرة الفنان حسان الدوس في عرضه "طاير" والعرض الشبابي لكل من محمد بن صالح وآمال العربي وأسامة قلالة.
ختاما نذكر أن مهرجان قرمبالية لم يتحصل بعد على دعم وزارة الثقافة رغم البرمجة الثرية المقترحة على جمهوره خلال الدورة 56، ونفذ في ظروف صعبة جدا وهو ما كشفه غازي الزغباني لاخبار الجمهورية حيث اكد أن دعم المهرجان اقتصر على مبلغ ضئيل جدا من قبل بلدية المنطقة والذي قدر ب25 الف دينار لا غير .
سناء الماجري
